الاهرام
سألنى أحد قاطنى فانكوفر بكندا ذات مرة عما إذا كانت المعيشة فى مصر مُكلفة. أدركت بعد ذلك أنه كان يفكر بجدية فى قضاء نصف العام فى مكان آخر، لأن فانكوفر تجبره على إنفاق المزيد والحصول على القليل فى المقابل. قال لاحقًا إن الوقت قد حان لتقسيم العام بين فانكوفر ووجهة أقل تكلفة. كثير من الأمريكيين والكنديين يفعلون ذلك بالفعل
تتكلف أسرة مكونة من أربعة أفراد ما يقرب من ٥٠٠٠ دولار كندى شهريًا بدون إيجار للعيش فى فانكوفر. متوسط الإيجار لشقة من غرفة نوم واحدة هو ٢٥٠٠ دولار كندى. وهذا يعنى أن فانكوفر، على الرغم من كونها مدينة ساحرة، إلا أنها باهظة التكلفة
تبلغ التكاليف الشهرية لعائلة مكونة من أربعة أفراد ٥٢٥٠ دولارا أمريكيا بدون إيجار فى نيويورك. وتُقدّر قاعدة البيانات نامبيو أن المعيشة فى نيويورك أعلى بنسبة ٣٦٧ فى المئة من القاهرة، بينما الإيجار أعلى بنسبة ٢١٤٧ فى المئة من القاهرة
فى إنجلترا، تشير التقديرات إلى أن عائلة مكونة من أربعة أفراد تحتاج ٢٤٠٠ جنيه إسترلينى شهريًا بدون إيجار. كما تحتاج الأسرة المكونة من أربعة أفراد إلى حوالي٣٠٠٠ يورو شهريًا بدون إيجار للعيش فى فرنسا
هذه المدن باهظة الثمن تجبر ساكنيها على قضاء جزء من العام أو التقاعد فى مدن اقتصادية. ربما تكون المكسيك عامةً هى الخيار الأكثر تفضيلاً لأرباب أمريكا الشمالية، فيسافر إليها آلاف الكنديين والأمريكيين المتقاعدين، حتى وإن ظلت نفقات المعيشة مرتفعة هناك إلى حد ما. ماذا عن الأوروبيين؟ إلى أين يتجهون عندما يريدون السفر للخارج أو الاقتصاد فى التقاعد؟
قد تكون مصر خيارًا مناسبًا لمن يبحثون عن جهة دافئة وأقل تكلفة. نظرًا لأن سعر صرف الجنيه المصرى إلى البريطانى نحو 37 جنيه ونحو 30 جنيه للدولار الأمريكى، تظل تكلفة المعيشة المنخفضة فى مصر ميزة جذابة للغاية. يمكن للمغتربين المعيشة بمعاشاتهم التقاعدية التى تُدفع بالعملة الصعبة على وجه أكثر ترفهاً فى مدن مصر، بفضل نفقات الطعام والسكن المعقولة نسبياً
تعد مدن مثل دهب والجونة أماكن جذابة للغاية لأولئك الذين يسعون إلى المعيشة فى هدوء. المدينتان مشمستان، والزوار يسعدون بمودة أهلهم، والمدينتان على بعد أربع ساعات فقط بالطائرة من معظم المدن الأوروبية
مدينة دهب جذابة ومريحة لقاطنيها، ولهذا السبب اختار العديد من الروس والأوكرانيين والألمان والإيطاليين العيش هناك. وفقًا لشبكة سى إن إن تُعد دهب وجهة مغرية للغاية، لدرجة أن البعض جعلها موطنًا له بعد الزيارة بوقت قصير. ووفقًا لـشركة أتليس التى توفر الفيزات والتأشيرات للمغتربين إذا كنت تأمل أن تسبح فى الصباح الباكر فى البحر، ثم تنجز أعمالك أثناء تناول القهوة فى مساحة عمل عالمية المستوى، ثم ركوب الأمواج شراعيًا مع غروب الشمس، وأخيرا تناول المشروبات مع مجتمع الوافدين النابض بالحياة فإن دهب تناديك. ويوضح أيضًا أنه يمكنك إنفاق ما لا يزيد على 400 دولار شهريًا على الإيجار والمرافق والترفيه. ثم ان أسعار خطوط الهاتف المحمول والإنترنت هى من بين أدنى الأسعار فى العالم
على الرغم من أن الجونة مكان أكثر تكلفة، إلا أنها لا تزال ميسورة التكلفة بالنسبة للأجانب. تتميز الجونة بأشعة الشمس الدافئة على مدار العام ووسائل الراحة الممتازة، وقصدها يكمن فى رحلة جوية قصيرة من المدن الأوروبية إلى مطار الغردقة الدولي. يعتبر الآلاف من الأوروبيين الجونة موطنهم ويعيشون بشكل دائم فى هذه الواحة الخلابة
حتى القاهرة، رغم صخبها وازدحامها، تقدم فرصة رائعة للمغتربين الذين يهتمون بالاقتصاد فى النفقات. أحد المغتربين يقول فى مقال بعنوان مارك ـ مغترب كندى يعيش فى مصر، عن تكلفة المعيشة فى القاهرة. كانت رخيصة بشكل مذهل. كانت نوعية حياتى جيدة جدا. كان لدىّ شقة ضخمة بها ثلاث شرفات وثلاث غرف نوم مقابل 250 دولارًا أمريكيًا شهريًا فى جزء جميل جدًا من المدينة. يمكنك أن تأخذ سيارة أجرة إلى أى مكان تريد، ولن يكلفك ذلك شيئًا. كان الطعام والمنتجات واللحوم رخيصة بشكل يبعث على السخرية. يمكن توصيل كل شيء إلى منزلك ... حتى البيرة. وكان ذلك حتى قبل التخفيض الأخير لقيمة الجنيه المصري
مصر بلد غنى بالتاريخ والمغامرة، وشعبها مرحِّب وودود، فيأتى الزوار، ويبقى الكثير منهم للتوفير والاقتصاد
روحوا زوروا مصر.. وربما يروق لكم البقاء فيها
لمزيد من مقالات د. عزة رضوان صدقى
Comments
You can follow this conversation by subscribing to the comment feed for this post.