كان الهدف من زيارة بايدن للندن ذا شقين. أولاً، الاجتماع مع رئيس الوزراء ريشى سوناك قبل قمة الناتو لتنقية الأجواء فيما يتعلق بقضية القنابل العنقودية التى سترسلها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا. تنتشر القنبلة العنقودية على مساحة واسعة مسببة أضرارًا جانبية هائلة. التزمت بريطانيا، من بين مئة دولة أخرى،باتفاقية حظر القنابل العنقودية لعواقبها الكارثية،إلا ان الولايات المتحدة لم تلتزم بالاتفاقية. ربما يكون رئيس الوزراء سوناك قد جادل بعض الشيء بشأن قضية القنابل العنقودية فى أول الأمر، لكنه تماشى مع خطة بايدن لأن القنابل العنقودية قد وصلت بالفعل إلى أوكرانيا. عواقب التوافق مع الولايات المتحدة فى هذا الأمر قد يكون مكلفا للتحالف الدولى الداعم لأوكرانيا، لأن الكثيرين سينتقدون استخدام القنابل المحظورة
ثانيًا، التقى الرئيس بايدن بالملك تشارلز لمناقشة قضايا المناخ، الموضوع الأقرب إلى قلب الملك تشارلز. كان الهدف من الاجتماع دعم الاقتصادات النامية لتصل إلى صافى الانبعاثات الصفرى. فى نفس الوقت رأى الرئيس بايدن عواقب تغير المناخ بشكل مباشر هذا الصيف. غطت حرائق الغابات الكندية جزءًا كبيرًا من الولايات، بما فى ذلك واشنطن، بهواء ملوث لونه برتقالى قاتم ومستويات قياسية من التلوث. من الواضح أن المناخ الأكثر دفئًا وجفافًا المرتبط بالاحترار العالمى سيؤدى إلى حرائق متكررة وظروف أسوأ لجودة الهواء حول العالم. كانت الزيارة أيضًا دعمًا للملك تشارلز، بما أن الرئيس بايدن غاب عن حضور حفلة تتويج الملك، حتى وإن حضرت السيدة الأولى جيل بايدن التنصيب. الزيارة كانت ضرورية لتنقية الجو وتصحيح الوضع
فى فيلنيوس، حضر الرئيس بايدن قمة الناتو ليكرر تضامنه مع أوكرانيا لأعضاء الناتو. ومع ذلك، فإن هذا الدعم ركز على تزويد أوكرانيا بالأسلحة اللازمة، بينما يرفض انضمام أوكرانيا إلى الناتو وسط الحرب مع روسيا. هذا بينما يريد العديد من الأعضاء الموافقة على عضوية أوكرانيا الآن. الرئيس بايدن على حق، لأن انضمام أوكرانيا إلى الناتو من شأنه توسيع الحرب بين روسيا وأوكرانيا لتشمل جميع أعضاء الناتو، لأن اتفاقية الدفاع لحلف الناتو ستدعو أعضاء الناتو إلى الدفاع عن أوكرانيا
فى أمر غير متوقع وقبل يوم واحد فقط من القمة، وافق الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، على عضوية السويد فى الناتو. حينها أعلن ستولتنبرج، الأمين العام لحلف الناتو، بفخر بأن السويد ستصبح عضوًا كامل العضوية فى الحلف. إن موافقة أردوغان على انضمام السويد تعنى أن الرئيس بايدن لن يحتاج إلى الضغط على أردوغان بشأن هذه القضية، وهو بند آخر أُزيل من قائمة مساومات بايدن خلال القمة وأضاف بعض النجاح إلى رحلة بايدن حتى قبل أن تبدأ. كما تعهدت المجر التى تمثل عقبة أخرى فى وجه انضمام السويد إلى الناتو بدعم عضوية السويد إذا سمحت تركيا بذلك، وهى إضافة مواتية أخرى إلى رحلة بايدن. على الرغم من ابتهاج الناتو بعضوية السويد، فإن هذا الأمر لا يقلِّل من تصعيد الحرب بأى حال؛ بل على العكس تمامًا، فهو يغذى زخم التصعيد
كان هناك المزيد أثناء القمة. أراد الرئيس بايدن مشاركة رؤيته مع أعضاء الناتو، وكيف يجب أن يواصل الناتو دعم أوكرانيا. كما أراد إقناع كثيرين من أعضاء الناتو، الذين يعارضون استخدام القنابل العنقودية،التى قامت الولايات المتحدة بإرسالها إلى أوكرانيا بضرورة هذه العملية. لقد دافعت الولايات المتحدة عن إرسالها القنابل العنقودية بأن أوكرانيا وعدت باستخدام القنابل العنقودية بعناية، وهو أمر صعب المنال
أيضًا، كان على بايدن الحفاظ على موقفه بشأن عدم السماح لأوكرانيا بأن تصبح عضوًا فى الناتو حتى تنتهى الحرب. فى نهاية القمة، أكد ستولتنبرج ما دعا إليه الرئيس بايدن: قدم الناتو مسارًا واضحًا لأوكرانيا لتصبح عضوًا فى وقت لاحق، ولكن ليس الآن
ثم زار بايدن هلسنكى لإرسال إشارة قوية أخرى إلى روسيا بنجاح انضمام فنلندا إلى الناتو ومن خلال الترحيب بالسويد قريبا. التقى بايدن بقادة أيسلندا والسويد والنرويج والدنمارك وفنلندا فى عرض حيوى للتضامن وفرصة للتواصل مع بلدان الشمال الأوروبى
بعض نتائج الزيارة حدثت بالفعل، البعض الآخر سيُكشف عنه لاحقا
لمزيد من مقالات د. عزة رضوان صدقى
Comments
You can follow this conversation by subscribing to the comment feed for this post.